
عام دراسي جديد قد بدأ للتو، وفصل جديد من حياتنا قد بدأت الكتابة في صفحاته، وما بين المتفائل والمتشائم بهذه البداية تتأرجح كفة توقعات بعض الناس، في حين تبقى الكفتين دون حراك لدى بعضٍ يبدو بأن تعداده ليس بالقليل! فلا توقعات جديدة لديهم، ولا طموحات أو أهداف مختلفة! فكل شيء كما هو معتاد، يستيقظون في الصباح، ثم يذهب الأبناء إلى مدارسهم أو جامعاتهم، والآباء إلى أعمالهم، ثم يعودون لتناول الغداء ومن ثم حل الواجبات والاستعداد ليوم آخر ولا مانع من مشاهدة التلفاز، ومن ثم العشاء والنوم. وهكذا تدور أيام البعض كحركة داخل دائرة أو لنقل كدوائر مفرغة، فمن دائرة الدراسة ينتقلون لدائرة العمل ثم لدائرة الزواج ومن بعدها التقاعد في حياة روتينية مملة متكررة لا اختلاف فيها ولا تجديد..
المؤسف في الأمر هو عندما يأتي ذلك اليوم الذي يتوقف الإنسان فيه للحظة، ويتفاجأ بكم مضى من عمره من سنوات بهذه السرعة! وكيف أنها مرت دون حدث يميزها، فكل عام يشبه الآخر، باستثناء الأعوام التي انتقل فيها بين الدوائر! فيشعر بأن شبابه بدأ يتناقص وروحه المرحة بدأت تتآكل وأن حماسه بدأ يتلاشى!
ماذا لو أنه ممن يجعل من كل عام أو عدد من الأعوام فصلاً مستقلاً من كتاب حياته وذلك بأهدافه وإنجازاته؟
ماذا لو كان كل عام حكاية حافلة بأحداث جديدة مختلفة عما سبقها من الأعوام؟
هل سيشعر هذا الشخص حينها بأن شبابه بدأ يزول؟ أو أن حماسه بدأ يتلاشى؟؟
يستحيل ذلك!! وذلك لأنه اعتاد على الحماسة والحيوية في حياته، فبات من الصعب عليه أن يعيش بدونها!!
……………………………………………………
كيف يمكننا التغيير من روتين حياتنا؟
لا توجد وصفة سحرية لهذا التغيير! إنما هناك خيارات لا نهائية في كل مجالات حياتنا سواءً الدراسية أو العملية أو الشخصية أو الاجتماعية أو الصحية أو الإيمانية..
فقط حدد ما تحتاج لتغييره، وبالتالي ستصبح لديك قائمة أهداف..
ثم اختر منها ما تطمح للوصل إليه خلال هذا العام، وهكذا ستكون لديك خطة لهذا العام..
ومن ثم ابذل كل جهدك لتحقيق هذه الطموحات، ومن ثم احتفل بإنجازاتك في نهاية العام..
وبعدها اختر أهدافاً جديدة وابدأ فصلاً جديد من حياتك، وثق أنك ستشعر بالسعادة والحماسة التي يصنعها حب المغامرة والإنجاز..
…………………………………………………….
وتذكر بأن سعادتك ستكون أعظم كلما كان الاختلاف والتباين بين أهداف كل عام أكبر!
فإن كانت قائمة أهدافك تتضمن الحصول على ترقية تستحقها، وإتقان حفظ القرآن الكريم، وتعلم رياضة ممتعة، وتعلم مهارات ضرورية، وزيارة أماكن شيقة.. فمثل هذا التباين سيصنع ذلك الاختلاف الذي يجعل من كل عام حكاية بحد ذاتها، ويجعل للذة الإنجاز طعماً يختلف من عام لآخر!
…………………………………………………….
لذا كن مغامراً، وتعلم شيئاً جديداً، واستمتع بالتغيير في حياتك..
- Posted using BlogPress from my iPhone