تعليق أعجبني ((كيف كان يومك))

بواسطة نبيل يوم الأحد، 27 مارس 2011 القسم : 0 التعليقات



((كيف كان يومك؟ ))
كالمعتاد شهيق وزفير حتى حصلت على جرعتي اليومية لأحيا وأتنفس……
كالمعتاد نهيق وحمير حتى مسني جنون الحياة الرأسمالية واعمل وأتنفس……
تناولت كفايتي من البروتينات .. الفيتامينات .. المنشطات .. المنبهات .. الاشعاعات .. الاجتماعات والترهات وما زلت أتحرك و أتنفس.. ولكنني أشعر بانخفاض مستوى الإنسانية في دمي, لا ادري !! ربما علي الانتساب لجمعية الرفق بالإنسان, فهي الوحيدة دون مقابل و بالمجان, وبالطبع الهواء … لتتنفس
((لا تكن بِهذا التشاؤم والسوداوية))
كيف لا ؟ وميلشيات الاسمنت المسلح تحكمنا وتوزع علينا الحصص الهوائية لنتنفس, أماكن عملِنا زنازين إسمنتية, أماكن سكننا أقفاصاً إسمنتية, ندجن فيها حدائقنا .. ملاعِبنا .. باراتنا .. حتى علاقاتنا .. أصدقاءنا, كل شيء إسمنتي ..
أما الحب!! ,,اشعر بالرهبة عندما أقترف هذه الكلمة, وكأن محاكم التفتيش الرأسمالية وبوليس العولمة ستعتقلني وتضع لساني على المقصلة
((تمعن حولَك وستجده في كل مكان))
الحب بهت لونه القرمزي واستحال رمادي .. أصبح مستحيلاً….! الحب نجلاء ندية لا يمكن أن تنبت من رحم الاسمنت
كيف يمكننا أن نمارسه وكتائب الصخب تجتاح عقولنا ؟ كيف يمكننا أن نمارسه وأصوات الحفريات والإنشاءات تحاصرنا
لتشييد جبال إسمنتية جديدة؟ تحجب المزيد من الشمس وتبتلع المزيد من البشر, تنتزع قلوبهم ..تقطع رؤوسهم وترميهم
من أسطحها, وكأننا أسرى حرب في زمان الأنكا
(( ولكنها تعكس حضارة مدينتنا ! ))
البنايات البلورية الشاهقة مرآة تعكس… عكس واقعنا وتحجب الآلهة ورياح الشمال عن مدن الصفيح .. حتى العنادل والعصافير
قاطعت مدينتنا, غيرت مسار وجهتها واتخذت الشمس درب لها
((ياحبيبي أنظر إلى الضفة الايجابية من جدول حياتنا, وضعنا المادي مستقر ويتحسن وسنصبح أغنياء يوماً ما, ونعيش في الجهة الراقية من المدينة سندخن الكوهيبا و نقود البينتلي وتشتري لي من لوي فيتون وكريستيان ديور و من كل دور التصميم العالمية….))
ماذا بعد ؟ وهل ستطرق السعادة أبواب كآبتنا عندما نصبح أغنياء.. متى تفهمين؟ أنا إنسان الدخان والضباب والتبغ و الطعام المعلب, لعنة المادة أنزلت فيا لأمسي حجر أصم, إن أصبحت ميسورا مثلهم سأصبح فقير الروح معدوم المشاعر, وكنوز سليمان لن تغنيني .. لن ترجع الفصول بعد الآن.. ولن يهطل الغيث في قلبي, كسوف أبدي أصاب شموس الروح وأقحلت أوردتي..
إلى أين التجأ ؟ إلى البحر؟وهو يزبد مخلفات نفطية !! إلى السماء؟ والغمائم أدخنة معامل صناعية !! إلى القمر؟ لقد ارتحل عنا منذ أزمان !! إلى عينيك؟ انطفأ البريق في مقلتيهما منذ أزمان !! إلى ثغرك؟ لن تفقدني كآبتي ابتسامته الصناعية..
أكره اليوم الذي غادرت به مراسي الحياة البسيطة ومواسم الحصاد وأهازيجه ولعب الدحل تحت فيء الكستنائة الحكيمة ومطاردة القطيع الذهبي فوق المروج والتلال الخضراء, أكره اليوم الذي وطأت به سفينة الأرمادا التي أقلتني إلى هذا العالم الجنوني الأرعن..
من وقتها ما زالت الأصفاد تقيدني وفأس العمر يضرب عنق سنديانة عمري وعمرك..
يا رفيقتي قد مات عبدا من مات فداءاً للمادة.. وأريد أن أموت حرا … أريد أن أحب لأتنفس…
((حسنا ما تريدنا أن نفعل ؟))
ننال قسط غير بنكي من النوم المغناطيسي فلا زمان للعين أن تدمع.. ولاوقت لشكوى الروح أن تسمع.. نامي….. فلدينا فواتير وجب أن تدفع…..


- Posted using BlogPress from my iPhone

0 التعليقات:

إرسال تعليق