هل صورة مقتل اسامة بن لادن حقيقية ؟
ألقت افتتاحيات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الضوء على وفاة زعيم تنظيم القاعدة البارز أسامة بن لادن وأثر ذلك على المنطقة بأثرها وردود أفعال كلاً من حماس والأخوان المسلمين على مقتل بن لادن.
ففي افتتاحية "صحيفة يو اس ايه توداي" وتحت عنوان وفاة بن لادن قالت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتوق لمقتل بن لادن منذ تسع سنوات وسبعة أشهر وعشرون يوماً.
وقالت الصحيفة أنه بعد تلك الأعوام التي مضت تلقي الشعب الأمريكي نبأ وفاة بن لادن بفرحة كبيرة وسعادة بالغة، خاصةً بعد أن قدم تضحيات كبيرة أثناء سقوط برجي مركز التجارة العالمي، وكذلك التضحيات التي تقوم بها القوات العسكرية الأمريكية في كلاً من أفغانستان وباكستان.
وكانت الولايات المتحدة قد دفعت الثمن، نتيجة لصراعها ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة وقد اتضح ذلك من خلال أرواح الأبرياء الذين راحوا ضحية بعض الأفكار الدينية والأيديولوجيات التي يتمسك بها البعض.
فمنذ اللحظة الأولى من سقوط مركز التجارة العالمي، لم يكن يدري أحد إلى أي حد ستنتهي قضية صراع الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم القاعدة.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
وقد أعربت الولايات المتحدة خلال وقت سابق عن ملاحقتها للإرهابيين الذين جرءوا على مقتل ما يقرب من 3000 شخص أمريكي من الأبرياء في صباح سبتمبر 2001 حتى لو كانوا في آخر الأرض، بغض النظر عن طول الفترة التي يستغرقها الصراع وبغض النظر عن السعر، بهدف توصيل رسالة معينة إلى المتمسكين بالأفكار الراديكالية، وهى ألا يجرؤا أي شخص على مهاجمة الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة أن وفاة بن لادن في باكستان يوم الأحد الماضي على يد فريق من القوات الخاصة الأمريكية لا يعني انتهاء مهمة الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة، فحتى لو لم يعيش زعيم القاعدة إلى الأبد فإنه من المعقول أن نعرف أنها بداية النهاية، فرمز القاعدة الذي يعرفه العالم أجمع قد سقط، وربما لا يكون هناك أي بديل آخر له.
وأكدت الصحيفة أن لحظة مقتل بن لادن في باكستان تعد لحظة غير عادية لأغلب الأسر الأمريكية التي لا تزال منكوبة بسبب سقوط ضحاياها في الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما أن عائلات رجال القوات العسكرية الأمريكية لا يزالون يتحملون أعباء حرب أبنائهم في أفغانستان.
وتابعت الصحيفة أن ما حدث يذكرنا بما قاله الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه الأحد الماضي أن نجاح أمريكا في سقوط بن لادن يذكرنا يسعى الولايات المتحدة الدءوب إلى تحقيق الصالح العام.
وقالت الصحيفة أن السؤال الأكثر إلحاحاً هو ما هو أثر وفاة بن لادن على باكستان وأفغانستان، فإذا كان سقوط بن لادن يعطي سبب لطالبان في التخلي عن القاعدة وتسليم قادتها، فإن الأساس المنطقي للتدخل العسكري الأمريكي في كلا البلدين سرعان ما سيتلاشى.
وإذا ما تسبب أمر وفاته في اندلاع انتفاضه إسلامية في باكستان لا سيما بعد اكتشاف مخبأ بن لادن في باكستان الأمر الذي قد يثير الشبهات حول تورطها في توفير الحماية له ، مما يثير شكوك كبيرة حول زيادة التوتر الداخلي في باكستان خلال الأيام القادمة.
وقالت الصحيفة أنه في ظل ظروف الانتفاضات العربية الحالية، فأن الخطر الأكبر الذي ممكن أن يثير أزمة حقيقية يكمن في العالم العربي بشكل عام ودولة اليمن بشكل خاص تلك الدولة التي تعد أحد الفروع التابعة لتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة أن النتيجة الغير متوقعة لمقتل بن لا دن لا يجب أن نهرب منها، فعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم تنهي بشكل كامل على أعضاء تنظيم القاعدة إلا أننا لا يمكننا أن ننكر أهمية لحظة وفاة بن لادن.
وفاة بن لادن وأثره على المنطقة
ايمن الظواهري القاعدة
أعربت صحيفة وول استريت جورنال في افتتاحيتها عن قلقها حيال مقتل بن لادن خاصةً على بعض الدول العربية التي يبدو لها أنها تتمسك إلى حدٍ ما ببعض الأفكار الأيديولوجية في ظل الانتفاضات العربية الحالية.
وقالت الصحيفة أنه على الرغم من الوعود الكثيرة التي تتوعد بها مصر إلا أن الفترة الجديدة التي تعيشها البلاد حالياً تحمل في طياتها مخاطر مستقبلية حقيقية.
وتابعت أن مقتل بن لادن جاء في لحظة تبشر بالخير للشرق الأوسط، فالانتفاضات العربية التي اندلعت مؤخراً تعيد تشكيل المنطقة العربية بكاملها بطرق لم تشهدها الأجيال الماضية، كما أعربت عن قلقها في تمسك بعض دول العالم العربي بأيديولوجيات التطرف الإسلامي السابقة، وأكدت أن هذا ممكن أن يحدث إذا دعا قادة العالم العربي إلى التمسك بتلك الأيديولوجيات.
فالانتفاضات العربية التي امتدت من تونس إلى مصر ثم سوريا وإلى بعض الأماكن الأخرى، جعلت المعارضة تكثف من نشاطها بين المتظاهرين اعتراضاً منهم على الفساد والقمع، وبحثاً عن وظائف في ظل انتشار البطالة بشكل واسع.
فالعدالة والحداثة والديمقراطية هي مطالب دنيوية، وتلك الأمور تتعارض مع أهداف بن لادن وتنظيم القاعدة، التي تهدف إلى خلق أنظمة قاسية تتعارض مع أنظمة ورؤية المجتمعات الإسلامية الناشئة.
والثورات الناجحة في كلاً من مصر وتونس، تمثل نفس الانتفاضات التي لم تحل إلى الآن في كلاً من سوريا، واليمن وليبيا، وأماكن متعددة في المنطقة كلها حيث أنها تنادي بأمور مختلفة عن ما ينادي به تنظيم القاعدة الذي يتمسك بالعقيدة التي كان بن لادن يعتنقها ولا تزال القاعدة قائمة عليها، فتلك الحركات يراها أغلب الناس على أنها حركات إسلامية تقوم على فكر إسلامي قد ولى.
وأكدت الصحيفة أن الحركات الراديكالية لا تحبذ فكرة إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة ولا إسرائيل، فبدلاً من محاولة تحسين ظروف بلادهم الداخلية دائماً ما تحاول التمسك ببعض الأمور الأخرى، وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن تنظيم القاعدة هو أكبر خاسر بين الانتفاضات العربية بالمعنى السياسي.
وأكدت الصحيفة أن مصر من بين الدول العربية التي تثير القلق المتزايد بسبب المستقبل الغير معلوم لها، وتابعت أن تقليص دور تنظيم القاعدة في العالم الإسلامي لا يعني أن الدول العربية ستعتنق النموذج الديمقراطي الليبرالي.
الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك
فمنذ أقل من ثلاثة أشهر من سقوط الرئيس السابق حسني مبارك نري أن الحكومة المصرية المؤقتة فاجأتنا بكثير من التحولات الريديكالية في سياساتها الخارجية، حيث سعت إلى مد يديها إلى طهران وإلى حركة حماس في فلسطين، وقامت بتهدئة الأوضاع على الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بشكل ملحوظ.
وخلال الأسبوع الماضي اتفقت كلاً من حركة حماس المدعومة من طهران في قطاع غزة وحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية على تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة من خلال وساطة القاهرة، وقالت الصحيفة أن القاهرة لم تكلف نفسها عناء إبلاغ إما الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل عن هذا الاتفاق.
وتابعت أن الخارجية المصرية أعلنت بشكل مفاجئ عن إعادتها فتح الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقالت الصحيفة أن حماس قد تقوم بنقل بعض الأسلحة عن طريق الحدود المصرية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية الانتقالية كانت تخطط لإقامة علاقات دبلوماسية مع طهران وقد تم ذلك من خلال السماح لأحد المدمرات الإيرانية بالمرور عبر قناة السويس للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وقالت الصحيفة أن الأحزاب السياسية والعسكرية في مصر قد أعلنت أنها ستستمر في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تجد بعض الصعوبات في قراءة ما بين السطور في المستقبل المصري لتلك العلاقة.
وتابعت أن الديمقراطية الوليدة حالياً في العالم العربي والتي تريد أن يتعامل معها العالم على محمل الجد يجب أن تتروي قليلاً في تعاملاتها مع حماس، ناهيك عن تعاملاتها مع الدولة الأولى في رعاية الإرهاب في العالم وقصدت الصحيفة هنا إيران.
وأكدت الصحيفة أن حماس ظهرت على حقيقتها عندما أدان إسماعيل هنية أمس مقتل بن لادن حيث قال "نحن نستنكر وندين أن يكون هناك اغتيال وقتل لمجاهد عربي"، وتابعت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أعلنوا أيضاً عن إدانتهم لمقتل بن لادن.
وقالت الصحيفة أن القاهرة ستشهد غداً توقيع الاتفاق على الوحدة الوطنية بين حماس وفتح وبذلك ستقوم بتمكين جماعة إسلامية ذات فكر راديكالي وأيديولوجي، وتابعت أن إسرائيل قامت أمس الأحد بتجميد حوالي 88 مليون دولار من أموال الضرائب والجمارك المستحقة للسلطة الفلسطينية بحسب ما تنص عليه اتفاقية أوسلو.
وتابعت أن الولايات المتحدة ستواجه بعض الخيارات الصعبة في حالة ما إذا رغبت باستمرار توطيد علاقتها مع الإرهابيين وأكدت الصحيفة أنها على يقين تام من أن الولايات المتحدة بعثت برسالة صريحة إلى المجلس العسكري الحاكم في مصر تحذره فيها من استمرار التعامل مع كلاً من حماس وطهران.
وقالت الصحيفة أن وفاة بن لادن لا يعني توقف عمليات الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة فالقاعدة لديها امتيازات كبيرة في اليمن ويمكنها أن تحصل على عدة قواعد أخرى في مناطق عدة، فعلى سبيل المثال إذا انهارت ليبيا فسوف تزداد بها حالات الفوضى على غرار الصومال، كما أن وفاة بن لادن سيثير احتمالات زيادة أشكال التطرف الإسلامي في المنطقة.
إعداد : حامد عبد الرازق
ألقت افتتاحيات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الضوء على وفاة زعيم تنظيم القاعدة البارز أسامة بن لادن وأثر ذلك على المنطقة بأثرها وردود أفعال كلاً من حماس والأخوان المسلمين على مقتل بن لادن.
ففي افتتاحية "صحيفة يو اس ايه توداي" وتحت عنوان وفاة بن لادن قالت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتوق لمقتل بن لادن منذ تسع سنوات وسبعة أشهر وعشرون يوماً.
وقالت الصحيفة أنه بعد تلك الأعوام التي مضت تلقي الشعب الأمريكي نبأ وفاة بن لادن بفرحة كبيرة وسعادة بالغة، خاصةً بعد أن قدم تضحيات كبيرة أثناء سقوط برجي مركز التجارة العالمي، وكذلك التضحيات التي تقوم بها القوات العسكرية الأمريكية في كلاً من أفغانستان وباكستان.
وكانت الولايات المتحدة قد دفعت الثمن، نتيجة لصراعها ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة وقد اتضح ذلك من خلال أرواح الأبرياء الذين راحوا ضحية بعض الأفكار الدينية والأيديولوجيات التي يتمسك بها البعض.
فمنذ اللحظة الأولى من سقوط مركز التجارة العالمي، لم يكن يدري أحد إلى أي حد ستنتهي قضية صراع الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم القاعدة.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
وقد أعربت الولايات المتحدة خلال وقت سابق عن ملاحقتها للإرهابيين الذين جرءوا على مقتل ما يقرب من 3000 شخص أمريكي من الأبرياء في صباح سبتمبر 2001 حتى لو كانوا في آخر الأرض، بغض النظر عن طول الفترة التي يستغرقها الصراع وبغض النظر عن السعر، بهدف توصيل رسالة معينة إلى المتمسكين بالأفكار الراديكالية، وهى ألا يجرؤا أي شخص على مهاجمة الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة أن وفاة بن لادن في باكستان يوم الأحد الماضي على يد فريق من القوات الخاصة الأمريكية لا يعني انتهاء مهمة الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة، فحتى لو لم يعيش زعيم القاعدة إلى الأبد فإنه من المعقول أن نعرف أنها بداية النهاية، فرمز القاعدة الذي يعرفه العالم أجمع قد سقط، وربما لا يكون هناك أي بديل آخر له.
وأكدت الصحيفة أن لحظة مقتل بن لادن في باكستان تعد لحظة غير عادية لأغلب الأسر الأمريكية التي لا تزال منكوبة بسبب سقوط ضحاياها في الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما أن عائلات رجال القوات العسكرية الأمريكية لا يزالون يتحملون أعباء حرب أبنائهم في أفغانستان.
وتابعت الصحيفة أن ما حدث يذكرنا بما قاله الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه الأحد الماضي أن نجاح أمريكا في سقوط بن لادن يذكرنا يسعى الولايات المتحدة الدءوب إلى تحقيق الصالح العام.
وقالت الصحيفة أن السؤال الأكثر إلحاحاً هو ما هو أثر وفاة بن لادن على باكستان وأفغانستان، فإذا كان سقوط بن لادن يعطي سبب لطالبان في التخلي عن القاعدة وتسليم قادتها، فإن الأساس المنطقي للتدخل العسكري الأمريكي في كلا البلدين سرعان ما سيتلاشى.
وإذا ما تسبب أمر وفاته في اندلاع انتفاضه إسلامية في باكستان لا سيما بعد اكتشاف مخبأ بن لادن في باكستان الأمر الذي قد يثير الشبهات حول تورطها في توفير الحماية له ، مما يثير شكوك كبيرة حول زيادة التوتر الداخلي في باكستان خلال الأيام القادمة.
وقالت الصحيفة أنه في ظل ظروف الانتفاضات العربية الحالية، فأن الخطر الأكبر الذي ممكن أن يثير أزمة حقيقية يكمن في العالم العربي بشكل عام ودولة اليمن بشكل خاص تلك الدولة التي تعد أحد الفروع التابعة لتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة أن النتيجة الغير متوقعة لمقتل بن لا دن لا يجب أن نهرب منها، فعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم تنهي بشكل كامل على أعضاء تنظيم القاعدة إلا أننا لا يمكننا أن ننكر أهمية لحظة وفاة بن لادن.
وفاة بن لادن وأثره على المنطقة
ايمن الظواهري القاعدة
أعربت صحيفة وول استريت جورنال في افتتاحيتها عن قلقها حيال مقتل بن لادن خاصةً على بعض الدول العربية التي يبدو لها أنها تتمسك إلى حدٍ ما ببعض الأفكار الأيديولوجية في ظل الانتفاضات العربية الحالية.
وقالت الصحيفة أنه على الرغم من الوعود الكثيرة التي تتوعد بها مصر إلا أن الفترة الجديدة التي تعيشها البلاد حالياً تحمل في طياتها مخاطر مستقبلية حقيقية.
وتابعت أن مقتل بن لادن جاء في لحظة تبشر بالخير للشرق الأوسط، فالانتفاضات العربية التي اندلعت مؤخراً تعيد تشكيل المنطقة العربية بكاملها بطرق لم تشهدها الأجيال الماضية، كما أعربت عن قلقها في تمسك بعض دول العالم العربي بأيديولوجيات التطرف الإسلامي السابقة، وأكدت أن هذا ممكن أن يحدث إذا دعا قادة العالم العربي إلى التمسك بتلك الأيديولوجيات.
فالانتفاضات العربية التي امتدت من تونس إلى مصر ثم سوريا وإلى بعض الأماكن الأخرى، جعلت المعارضة تكثف من نشاطها بين المتظاهرين اعتراضاً منهم على الفساد والقمع، وبحثاً عن وظائف في ظل انتشار البطالة بشكل واسع.
فالعدالة والحداثة والديمقراطية هي مطالب دنيوية، وتلك الأمور تتعارض مع أهداف بن لادن وتنظيم القاعدة، التي تهدف إلى خلق أنظمة قاسية تتعارض مع أنظمة ورؤية المجتمعات الإسلامية الناشئة.
والثورات الناجحة في كلاً من مصر وتونس، تمثل نفس الانتفاضات التي لم تحل إلى الآن في كلاً من سوريا، واليمن وليبيا، وأماكن متعددة في المنطقة كلها حيث أنها تنادي بأمور مختلفة عن ما ينادي به تنظيم القاعدة الذي يتمسك بالعقيدة التي كان بن لادن يعتنقها ولا تزال القاعدة قائمة عليها، فتلك الحركات يراها أغلب الناس على أنها حركات إسلامية تقوم على فكر إسلامي قد ولى.
وأكدت الصحيفة أن الحركات الراديكالية لا تحبذ فكرة إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة ولا إسرائيل، فبدلاً من محاولة تحسين ظروف بلادهم الداخلية دائماً ما تحاول التمسك ببعض الأمور الأخرى، وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن تنظيم القاعدة هو أكبر خاسر بين الانتفاضات العربية بالمعنى السياسي.
وأكدت الصحيفة أن مصر من بين الدول العربية التي تثير القلق المتزايد بسبب المستقبل الغير معلوم لها، وتابعت أن تقليص دور تنظيم القاعدة في العالم الإسلامي لا يعني أن الدول العربية ستعتنق النموذج الديمقراطي الليبرالي.
الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك
فمنذ أقل من ثلاثة أشهر من سقوط الرئيس السابق حسني مبارك نري أن الحكومة المصرية المؤقتة فاجأتنا بكثير من التحولات الريديكالية في سياساتها الخارجية، حيث سعت إلى مد يديها إلى طهران وإلى حركة حماس في فلسطين، وقامت بتهدئة الأوضاع على الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بشكل ملحوظ.
وخلال الأسبوع الماضي اتفقت كلاً من حركة حماس المدعومة من طهران في قطاع غزة وحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية على تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة من خلال وساطة القاهرة، وقالت الصحيفة أن القاهرة لم تكلف نفسها عناء إبلاغ إما الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل عن هذا الاتفاق.
وتابعت أن الخارجية المصرية أعلنت بشكل مفاجئ عن إعادتها فتح الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقالت الصحيفة أن حماس قد تقوم بنقل بعض الأسلحة عن طريق الحدود المصرية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية الانتقالية كانت تخطط لإقامة علاقات دبلوماسية مع طهران وقد تم ذلك من خلال السماح لأحد المدمرات الإيرانية بالمرور عبر قناة السويس للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وقالت الصحيفة أن الأحزاب السياسية والعسكرية في مصر قد أعلنت أنها ستستمر في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تجد بعض الصعوبات في قراءة ما بين السطور في المستقبل المصري لتلك العلاقة.
وتابعت أن الديمقراطية الوليدة حالياً في العالم العربي والتي تريد أن يتعامل معها العالم على محمل الجد يجب أن تتروي قليلاً في تعاملاتها مع حماس، ناهيك عن تعاملاتها مع الدولة الأولى في رعاية الإرهاب في العالم وقصدت الصحيفة هنا إيران.
وأكدت الصحيفة أن حماس ظهرت على حقيقتها عندما أدان إسماعيل هنية أمس مقتل بن لادن حيث قال "نحن نستنكر وندين أن يكون هناك اغتيال وقتل لمجاهد عربي"، وتابعت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أعلنوا أيضاً عن إدانتهم لمقتل بن لادن.
وقالت الصحيفة أن القاهرة ستشهد غداً توقيع الاتفاق على الوحدة الوطنية بين حماس وفتح وبذلك ستقوم بتمكين جماعة إسلامية ذات فكر راديكالي وأيديولوجي، وتابعت أن إسرائيل قامت أمس الأحد بتجميد حوالي 88 مليون دولار من أموال الضرائب والجمارك المستحقة للسلطة الفلسطينية بحسب ما تنص عليه اتفاقية أوسلو.
وتابعت أن الولايات المتحدة ستواجه بعض الخيارات الصعبة في حالة ما إذا رغبت باستمرار توطيد علاقتها مع الإرهابيين وأكدت الصحيفة أنها على يقين تام من أن الولايات المتحدة بعثت برسالة صريحة إلى المجلس العسكري الحاكم في مصر تحذره فيها من استمرار التعامل مع كلاً من حماس وطهران.
وقالت الصحيفة أن وفاة بن لادن لا يعني توقف عمليات الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة فالقاعدة لديها امتيازات كبيرة في اليمن ويمكنها أن تحصل على عدة قواعد أخرى في مناطق عدة، فعلى سبيل المثال إذا انهارت ليبيا فسوف تزداد بها حالات الفوضى على غرار الصومال، كما أن وفاة بن لادن سيثير احتمالات زيادة أشكال التطرف الإسلامي في المنطقة.
إعداد : حامد عبد الرازق
إذا كان بن لادن هو بوعو الذي يقض مضاجع أمريكا فرحمه الله حيا وميتا...قضي القول الذي فيه تختصمون...
ردحذف